Camera: Hazem Abu Watfa |
حسام السكري
عمو… انت بتصور الكابل بتاعنا؟… صك السؤال سمعي عندما رفعت كاميرا الموبايل لالتقاط صورة لأحدى لافتات الشوارع (أو بالأحرى الأزقة) بينما كنت اتجول في أحد أحياء القاهرة القديمة. لم يلفت نظرى الكابل الذي امتد بجوار اللافتة كما اعتقد الطفل الذي سألني، وإنما مجموعة المتناقضات التي جمعتها اللافتة ذاتها: اسم المكان وهو درب الحجر، تتوجه عبارة وقورة تقول إن الإسلام طريق حياة، وفي ركن اللافتة امتد سهم من كلمة فيه إلى اسم الشارع. الكلمة التي كتبت بالطباشير الأبيض كانت: بطاطا!
تتبعت عيناي الكابل الذي امتد مجاورا للافتة لأكتشف أنه واحد من عدة كابلات تخرج عن نفس المصدر وتتفرع بشكل مرتجل في أكثر من مكان. سألت الطفل: كابل تليفزيون؟، رد باقتضاب: كمبيوتر. ده بتاع النت يا استاذ، ثم أردف في قلق وهو ينظر إلى في ريبة: إوع تكون هاتحط الصورة على الفيسبوك!.
استغربت السؤال وقلت للطفل: من أين تعرف الفيسبوك؟ أجاب في لامبالاة: احمد أخويا قاعد طول النهار عالفيسبوك… بيحط عليه كل حاجه!
كنت على وشك سؤاله عن موضوع البطاطا ولكنني قدرت أن المسألة قد تثير ريبته أكثر بما قد يدعوه لاستدعاء أخيه احمد واتهامي أمامه بمحاولة استخدام فيسبوك لفضح موضوع الكابل الذي ربما يكون "مستعارا". اسرعت الخطى وانا ابتسم، وعادت بي الذاكرة للتسعينيات عندما كنت أقدم برنامجا إذاعيا بعنوان حكايات المقهى الالكتروني. في كل حلقة وعند كل ذكر لكلمة الأنترنت كان ينبغي التعريف بماهية هذه الشبكة المعلوماتية المترامية الأطراف. لم يكن من المقبول افتراض أن جمهور المستمعين سيعرف ما هي الإنترنت بمجرد ذكرها. كان الأمر جديدا جديدا. اما اليوم فلا يكاد يوجد من لا يعرف الإنترنت، والبريد الالكتروني بل وحتى الفيسبوك.
في شوارع العالم العربي وأزقته شاهدت الكثير من الدلائل على تغلغل تقنيات التواصل الاكتروني في حياتنا. في عمان وبيروت ودمشق والرباط تنتشر مقاهي الانترنت يجلس فيها الشباب بالساعات يحملون ملفات الفيديو والموسيقى، ويدردشون، ويتنقلون بين دهاليز الشبكة. ولا أكاد اليوم أدخل مقهى أو مطعما دون أن اجد شابا أو فتاة وقد دس "فلاشة الانترنت" في جانب من جوانب اللابتوب وغاب عما حوله وقد امتصته الشبكة بعوالمها الرحيبة.
ويكسب هذا كله انطلاق بوابة ياهو العربية في هذا الوقت بالتحديد معنى جديدا. جاءت البوابة لتقدم إسهاما من بوابة عالمية وإضافة لمجهود سنوات بذلته مجموعة الشباب العرب أطلقت مواقع مكتوب قبل أكثر من عشر سنوات. ويأتي الانطلاق في وقت يزداد فيه الرهان على الشبكة وما تقدمه لجماهيرها من العرب. الأرقام تقول إن الداخلين عليها اليوم يتراوح عددهم بين خمسين وستين مليون انترنتي، وإن عدد من يتوقع دخولهم لعالم الشبكة في الأعوام الثلاث المقبلة يصل إلى نحو خمسين مليون آخرين. هو ما يعني أن جمهور الشبكة سيتضاعف في خلال فترة زمنية وجيزة. لهذا السبب يتزايد تحول الاهتمام من عالم الاعلام بمعناه التقليدي آلى العالم الافتراضي وهو ما يدعو الكثير من المعلنين اليوم الى تخصيص نسب متزايدة من ميزانيات الدعاية للإنفاق على شبكة الآنترنت.
بوابة ياهو العربية والآنجليزية التي نطلقها في عالمنا العربي تهدف إلى أن تسهل عليك الانطلاق للشبكة من مكان واحد تجمع فيه كل ما تفضله من مواقع وتنطلق منه إلى أي وجهة ترغب فيها سواء اكانت داخل مواقع ياهو ومكتوب أو خارجها . وفي قائمة المواقع المفضلة التي يمكنك تخصيصها بما يلائمك تستطيع ان تضيف خدمة البريد الاكتروني التي تفضلها ولك انت تختار ياهو او جي ميل من جوجل أو اية خدمة أخري. (انصحك بقراءة المدونة السابقة والتي تشرح كل مزايا واضافات بوابة ياهو الجديدة).
المهم في نهاية هذه المدونة "الرسمية" (وبالمناسبة خد راحتك لأنها مش رسمية جدا مثل اسمها :)) ان أدعوك لمشاركتنا بالرأي. اعتبر البيت بيتك والبوابة بوابتك واخبرنا برأيك في الخصائص الجديدة التي اضفناها ولو كانت لديك اقتراحات اضافية يسعدنا ان نستمع اليها. ولو قررت ارجاء تقييم موقعنا يمكنك على الأقل ان تحاول مساعدتي في فك لغز العلاقة بين البطاطا ودرب الحجر.
http://bit.ly/dq5W0zhttp://ar-yahoomaktoob.maktoobblog.com/101//بين-البطاطا-وياهو-ودرب-الحجر